الدور على الغرباء

Wednesday, March 01, 2006

يسير النهر بعيدا



نتشبثُ ..

بثيابٍ يلهثُ فيها العَرُقُ

و نسقطُ من دربٍ تصّاعدُ

.

.

تلقفُنا آخرُ أنفاسِ العتمةِ

يا ربي

لا نقدر أن نصعد مترين

و مدَّ الحلمِ إلى أطرافِ أصابعنا

يكفي أن نصبحَ خطّاءين.

و يكفي أيضا أن ننسى رائحةَ التعب، و نتعبَ أكثرْ

فلماذا

لا أملكُ ما تملكُ؛ لأواجه كونا لا يتَّسع لأرصفةٍ خضراءَ يمرّ عليها الناسُ على مهلٍ

دون أصابعَ تسحبُنا أو تكنسُ ما يسقطُ ..

دون وجوه تسخر من كوني أرضيًّا لا يعرفُ كيف ينحي التعبَ ، و يضحك ..

لا يعرفُ كيف يلملمُ أطرافَ الحلمِ و ينفضُ عنه الليلَ؛ ليمتدَّ..

و لا يعرفُ،كي يقتربَ إليكَ، سوى أن يصبح منسيا .

يا ربي

نتفقَّدُ قدرتنا في تحديد القبلةِ أو صفّ الكلمات الوردية

نتشبث بذيول الحلم المكسور

و لا شيءَ يضيءُ ..

و لا شيءَ يهزّ الأشجار ليخدشَ صمت المكسورين

نمرُّ عرايا ..

عابرةٌ تتقن تقسيم الحزن

تصففُ أغنيةً

و تصافحُ قلبا يُرضي المكسورينَ

و تنسى أن اليومَ قصيرٌ

و اللونَ المعتادَ لوجه الولد تغير

و نحدِّقُ ..

]كيف يسيرُ النهرُ بعيدا..؟ يهتفُ : أحببتُكَ ..

لكنّ الحبَّ تبدلْ . [

القلبُ جميلٌ و يمشطُ أمنيةً

و الكفُّ تحاول مدّ العَرَقِ قليلا كي يصبح أوسعَ من حدقة عينيَّ؛

الكف تحاولُ .. و القلبُ يحكّ الصمتَ

و لكنّ الدرب تميلُ على كتفيّ

.

.

لأسقطْ.

المساءُ كما هو

العيونُ الجائعة

تنصِبُ الكمَائنَ في المنعطفات

وَ في تنهُّدِ الضَّحية.

***

في المساء

نَضْبِطُ الحلمَ و ننام

ذاكرةٌ تهزُّ العَتمةَ ربما تُريدُ لفتَ انتباه الغد.

و الحلمُ يسحَبُنا بعيدا .

***

قبل قليلٍ، دقَّتْ أذنيّ و خرجتْ

تحملُ ذائقةً

لا تقوى على التمييزِ بيني و بين وسادةٍ

تروِّضُ نهديها كلَّ مساءْ.

الآنَ فقطْ تذكرتُ أنِّي لستُ وحيدا.

***

الهواءُ يمضغُ الشَّارعَ،

و الولدُ يمدُّ المشيَ:

ربما الاتجاهُ المعاكسُ أقلّ جوعًا.

***

الحائطُ خربشاتٌ

خُيوطٌ تحدِّق في العتمةِ،

و في وميضِ إشارةِ المرور

ظلٌ يختلسُ الخطيئةَ قبلَ عودةِ جَاره.

***

الجائعون يفكرون باكتمال القمرْ

يلعقون الحريرَ

عرايا على الإسفلتِ. و يزرعون الألمْ.

***

النوافذُ المشرعةُ تنثر الصحوَ

و مقبضُ البابِ يحدِّق في ظهرٍ يرحلُ على أطراف أصابعه قبل العِشاءِ بركعتين.

و بعدَ ركعتين فقطْ يصافحُ الزوجَ.

و النوافذُ مشرعةٌ تنثرُ رائحةَ العرقِ الشَّهيْ.

***