الدور على الغرباء

Sunday, April 30, 2006

أشياءٌ لا تكتمل


../

هكذا خلقني اللهُ..

تقوسُ أضلعي انحناءةُ صوفيٍ على شفتيهِ ثرثرةُ يمامتين.

ذراعاي المرفوعتان فراشتانْ تعيدانِ ترتيب الأفق كما يليقُ بمرور جنيةٍ، لا تحفظ من تعاويذ السحرةِ غير اسمي و فقدان الذاكرة.

*

لن أقولَ القطارات التي تقتطِعُ مَسَاحةً أُخرى من الغربة تكفي..لا،

و لا الوقت الذي يحدِّقُ كعدوٍّ يعرفُ أسراري جيدا.

سقطتُ،

و انكسرتُ أصبحَت، كقصيدة النثر، خطأً كونيا رائعا،

لكن الدماء التي تزفّ ليَ الوردَ

تُذكِّرني دائما باتجاه المطر.

تذكرني أن المبتسمين خلف الجدار همُ الحاقدون

و هم أيضا أخطاءٌ كونية فشلت في أن تصبح قصيدة نثر.

*

خفيفانْ نقفزّ من ظلٍ لآخر،

لا زرقة الفجرِ توقظُ حلمَنا الغجريْ،

و لا علوّ البحر يكسرُ أصابعي الملتفةَ على ليلها.

نَضحكُ على قلبٍ يبلله العابرون و لا يشي بهم..

العابرون ذو طابعٍ يكسر رغبتنا في الغناءِ أو حتى أن نلهوَ كطفلين مثلا.

و نضحكُ أكثر حين نسمع أحدهم: " الخوفُ أقصى ما نخاف "


خفيفانْ نتبادلُ الغياب:

المساءُ لا يحطُّ، مثل عصفورٍ، على ذراعِيْ هادئا.

هادئا شعرُك، ينمنم الأمس، يعلمني كيف أقسو على غدٍّ يهربُ في ذاكرتي.

*

مدببةٌ عينُ الغيابِ وخلف الزجاجِ هنا،

على الطرف الآخر للمشي، صنعتُ أراجيحَ من ياسمين،

رسمتُ دربا، لن تلتفتَ إلى الوراء كثيرا،

و لن تتقلصَ، فرحا؛ لتدخل جيب ذاكرتي.

*
المقهى ..

نعيدُ قراءة الجريدةْ،

نفتش عن برجٍ يمسكنا متلبسين بحكاية حبٍّ،

خطوطُ يدي تتطابق مع ما يقوله الصَّدفْ.

و الكواكبُ تقترب من شفافية الماء.

لكنّ الدربَ تصرُّ على سيرها في اتجاهين مختلفين.

الجريدةُ بعضُ عناوين الحربِ، و أجراسٌ تنشرُ الخوفَ.

المقهى شاهدٌ آخرٌ على أسرارِنا..

رائحة البن، كشاعرٍ يتلصصُ على نفسه من بعيدْ،

تتجاهل العابرينْ؛

لتبقى عيوننا، مفتتحا و بيتا، على الجدارْ ..