أشياءٌ لا تكتمل
../
هكذا خلقني اللهُ..
تقوسُ أضلعي انحناءةُ صوفيٍ على شفتيهِ ثرثرةُ يمامتين.
ذراعاي المرفوعتان فراشتانْ تعيدانِ ترتيب الأفق كما يليقُ بمرور جنيةٍ، لا تحفظ من تعاويذ السحرةِ غير اسمي و فقدان الذاكرة.
لن أقولَ القطارات التي تقتطِعُ مَسَاحةً أُخرى من الغربة تكفي..لا،
و لا الوقت الذي يحدِّقُ كعدوٍّ يعرفُ أسراري جيدا.
سقطتُ،
و انكسرتُ أصبحَت، كقصيدة النثر، خطأً كونيا رائعا،
لكن الدماء التي تزفّ ليَ الوردَ
تُذكِّرني دائما باتجاه المطر.
تذكرني أن المبتسمين خلف الجدار همُ الحاقدون
و هم أيضا أخطاءٌ كونية فشلت في أن تصبح قصيدة نثر.
*
خفيفانْ نقفزّ من ظلٍ لآخر،
لا زرقة الفجرِ توقظُ حلمَنا الغجريْ،
و لا علوّ البحر يكسرُ أصابعي الملتفةَ على ليلها.
نَضحكُ على قلبٍ يبلله العابرون و لا يشي بهم..
العابرون ذو طابعٍ يكسر رغبتنا في الغناءِ أو حتى أن نلهوَ كطفلين مثلا.
و نضحكُ أكثر حين نسمع أحدهم: " الخوفُ أقصى ما نخاف "
خفيفانْ نتبادلُ الغياب:
المساءُ لا يحطُّ، مثل عصفورٍ، على ذراعِيْ هادئا.
هادئا شعرُك، ينمنم الأمس، يعلمني كيف أقسو على غدٍّ يهربُ في ذاكرتي.
*
مدببةٌ عينُ الغيابِ وخلف الزجاجِ هنا،
على الطرف الآخر للمشي، صنعتُ أراجيحَ من ياسمين،
رسمتُ دربا، لن تلتفتَ إلى الوراء كثيرا،
و لن تتقلصَ، فرحا؛ لتدخل جيب ذاكرتي.
*
المقهى ..
نعيدُ قراءة الجريدةْ،
نفتش عن برجٍ يمسكنا متلبسين بحكاية حبٍّ،
خطوطُ يدي تتطابق مع ما يقوله الصَّدفْ.
و الكواكبُ تقترب من شفافية الماء.
لكنّ الدربَ تصرُّ على سيرها في اتجاهين مختلفين.
الجريدةُ بعضُ عناوين الحربِ، و أجراسٌ تنشرُ الخوفَ.
المقهى شاهدٌ آخرٌ على أسرارِنا..
رائحة البن، كشاعرٍ يتلصصُ على نفسه من بعيدْ،
تتجاهل العابرينْ؛
لتبقى عيوننا، مفتتحا و بيتا، على الجدارْ ..