الدور على الغرباء

Thursday, September 28, 2006

رصيف




رصيفٌ يُبلِّلُه الجوعُ،

يدخلُ صدرَ العيالِ.

و دمعُ الجرائدِ، يهطلُ

فوق التواريخِ،

رُزنامةٌ من دماءٍ تسحُ.

و بُحّةُ ماضٍ تُطِلُّ على نفسها؛

لترى الأرضَ و الدّمَ يتحدانِ و ينفصلانِ.

.. يعدِّلُ بوصلةَ الذاهبينَ إلى الحربِ،

ثمّ يبدِّلُ أسماءَهمْ.

رصيفٌ يهندِّمُ قُمصَانه، و يعلِّق أوسمةً من رحيلٍ

يعلِّقُ أوسمةً من دمٍ جارحٍ،

ثم يهمس للغد:

كُنْ واثقًا من دماء الضحيةِ،

قد يكسرُ الدُّمُ بعضَ القوانينِ

لكنّه ينتمي لانتماء المكانِ إلى أهلهِ.

و المدينةُ برقٌ يحطّ على كتفِ الصيفِ يهربُ معْ آهةٍ في ضلوعِ العيالِ،

و يهربُ ما بين دجلةَ و النيلِ.

ما بين دجلةَ و النيلِ،

تفعيلةُ الجوعِ تثقبُ فستانَ أنثى الفضاء الشهيّةِ

تُهدي إلى نفسها وردةً، ثمَّ تصعدُ مثل البيوتِ؛

لتمتصَّ نهد سماءٍ يجفُّ،

و تلعقُ قمحَ الدمِ المتوارثَ.

تَصعدُ صوبَ الشمالِ؛ لتقطفَ نجما بطعمِ الهواءِ،

شمال يهدهده الصاعدون إلى اللهِ،

تضبطُ بوصلةَ الذاهبين إلى الحربِ،

ثمّ تبدل أسماءهمْ.