صيف الجسد
صيفٌ يجرُّ الخطى
و رطوبةُ جدرانِ ذاكرتي تتهيأُ؛
كي تُكسِبَ الصّيفَ مدّا جديدا
إلى الروحِ...
صيفٌ تآكلهُ الحرُّ.
و البحرُ يتركُ للملحِِ فرصتهُ؛
ليطرِّزَ بعضَ اليمامِ على جسدٍ لم يعدْ جسدا...
و يتعبني الحرفُ حين يصيرُ انتظارا
على شفةِ الشعرِ
يتعبني الشعرُ حين يصيرُ امتلاءً بعدَّةِ
موتٍ تعيدُ تراكيبَ هذي الشوارعِ
نافذةٌ تتدلّى كمشنقةٍ لا الزجاجُ يشفُّ..
و لا الدفءُ ينسابُ خلف الستائرِ..
أمشي.
شوارعُ من تعبٍ تستحثُّ الخطى صوبَ ظلٍ يحدِّثُ عابرةً:
كيفَ مرّ الربيعُ سريعا، ولم يلقِ بالا لنا...
كيف مرّ و لم يلقِ بالا!
شوارعُ لا ظلّ فيها
فلا أقْلِبُ اليومَ؛ خشيةَ صيفٍ جديدٍ.
صيفي الحقيقيُّ لا ينثرُ الملحَ في جسدي.
جسدي متعبٌ.. لا يملّ التقلبَ بين الأساطيرِ
يعلو مع الفجرِ حينا
يحدِّقُ
لا شيءَ..
تدنو الشوارعُ منه تقلِّدُ حزنَ العيالِ و ترحلُ..
أمشي على قلقٍ و كأنَّ السماء تميلُ
و آخرُ قطرةِ فجرٍ تمدّ إليّ يدا،
تستديرُ كأن البلادَ تخافُ..
و لا شيء يلمسُ جسمَكَ غيرُك و الجوعُ يشعلُ
فيك الحنينَ إلى الأرضِ .
و الأرضُ زندٌّ تهشّمَ تحت خطى الشمسِ.
أرسمُ فوق الضبابِ بمشرطِ أمنيةٍ..
تستديرُ البلادُ
و لا شيءَ يملأُ هذا الفراغْ.